في يوم 30 مايو، انعقدت الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون الصيني العربي في بكين بنجاح. وأكد الرئيس شي جين بينغ في كلمته الرئيسية للجلسة الافتتاحية على حرص الصين على إقامة "المعادلات الخمس للتعاون" مع الجانب العربي، وتسريع وتيرة إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، مما لقى تجاوبا حارا من الدول العربية. ويصادف هذا العام الذكرى الـ20 لتأسيس منتدى التعاون الصيني العربي. خلال هذه السنوات، تعمقت الثقة الاستراتيجية المتبادلة باستمرار وتوسع التعاون العملي وتكثف التواصل الشعبي، الأمر الذي يجسد روح الصداقة الصينية العربية المتمثلة في "التضامن والتآزر والمساواة والمنفعة المتبادلة والشمول والاستفادة المتبادلة".
أولا، التضامن والتآزر والعمل سويا على إحلال السلام
شهدت منطقة الشرق الأوسط الكثير من القضايا الساخنة المعقدة والمتشابكة، فينظر إليها بعض الدول الكبيرة كساحة التنافس الجيوسياسي. وظلت الصين تتعامل مع الدول العربية بالمساواة والاحترام المتبادل، وتلتزم بالموقف الموضوعي والعادل، وتعمل على إحلال السلام وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط. في عام 2023، دفعت الصين السعودية وإيران لتحقيق المصالحة التاريخية، مما أثار "موجة المصالحة" في منطقة الشرق الأوسط، ودعمت سورية للعودة إلى جامعة الدول العربية. وعلقت وسائل الإعلام العربية بالقول "اطلب السلام ولو في الصين". بعد اندلاع الجولة الجديدة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في أكتوبر عام 2023، أجرت الصين اتصالات مكثفة مع الدول العربية وعملت على إحلال السلام ودفعت بوقف إطلاق النار، مما حظي بتقدير جميع الدول العربية. في إبريل عام 2024، استضافت بكين المشاورات بين فتح وحماس، مما ضخ قوة دافعة جديدة لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية. وأصبحت مصر والإمارات عضوين رسميين في مجموعة بريكس، وأصبحت عدة الدول العربية شركاء الحوار لمنظمة شانغهاي للتعاون. إن التعاون الوثيق بين الصين والدول العربية في محافل متعددة الأطراف يضخ قوة حيوية من "الجنوب العالمي" في السلام والتنمية العالميين.
ثانيا، المساواة والمنفعة المتبادلة والسعي المشترك للتنمية
كانت الصين والدول العربية الشركاء التجارية في طريق الحرير القديم، وكذلك الشركاء الأساسية في بناء "الحزام والطريق". بين عامي 2004 و2023، ازداد حجم التجارة الصينية العربية حوالي 10 مرات، من 36.7 مليار دولار إلى 398 مليار دولار، وحافظت الصين على مكانتها كأكبر شريك تجاري للدول العربية لسنوات كثيرة متتالية. ولقيت المنتجات العربية عالية الجودة، مثل البرتقال المصري ومنتجات الورد السورية وزيت الزيتون التونسي إقبالا واسعا لدى المستهلكين الصينيين. وأسرعت المنتجات "المصنوعة في الصين"، مثل سيارات الطاقة الجديدة والأجهزة المنزلية والهواتف الذكية، خطواتها نحو الأسر العربية. وفتحت هيئة الاستثمار الكويتية وشركة المبادلة للاستثمار المكاتب في الصين. وقامت الصين بتوقيع أو تجديد اتفاقيات تبادل العملات مع مصر والإمارات والسعودية، كما نجحت مصر في إصدار سندات الباندا في الصين.
"إن الأقوال ورقة والأفعال ثمرة." شكل التعاون في بناء "الحزام والطريق" منصة واسعة لرفع مستوى التعاون الصيني العربي في العصر الجديد، وحقق نتائج مثمرة. قد وقعت الصين على وثائق التعاون بشأن "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ22 وجامعة الدول العربية، ونفذت معها أكثر من 200 مشروع كبير، وأفادت نتائج التعاون ما يقارب ملياري نسمة. وتمت طباعة عدة المشاريع النموذجية بمقاولة الشركات الصينية في العملات العربية، مثل الجامع الكبير بالجزائر وملعب لوسيل والمقر الجديد للبنك المركزي الكويتي. وتم إنشاء الكثير من المشاريع النموذجية بمقاولة الشركات الصينية، مثل "البرج الأيقوني" في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة، باعتباره "أطول برج في إفريقيا"، وطريق السيار شرق – غرب بطول 1200 كلم بالجزائر، وجسر محمد السادس بالمغرب، باعتباره أكبر جسر معلق في إفريقيا. كما يتوسع التعاون بين الجانبين في مجال الطاقة. في عام 2023، استوردت الصين 265 مليون طن من النفط الخام من الدول العربية، ما يشكل 47% من إجمالي النفط المستورد. كما أجرت الصين التعاون مع عدة الدول العربية في مجال التحول الرقمي لقطاع النفط والغاز، وأقامت مشاريع التعاون في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة النووية المدنية وطاقة الهدروجين. وتطور التعاون بين الجانبين في المجالات الناشئة مثل الفضاء والأقمار الاصطناعية والاتصالات والبيانات الضخمة والذكاء الاصطناعي. وقدم القمر الاصطناعي مصر سات 2 خدمات المسح الجيولوجي والري والزراعة لمصر، واستفادت تونس ولبنان وغيرهما من الدول العربية من تقنية نظام بيدو للأقمار الاصطناعية، وأصبحت الكويت أول دولة في الشرق الأوسط التي تمت تغطيتها بشكل كامل بشبكة الجيل الخامس.
ثالثا، الشمول والاستفادة المتبادلة وتعزيز الانسجام
كانت الصين والدول العربية صاحبة التاريخ العريق، ويرجع تاريخ التواصل الودي بين الجانبين إلى زمن بعيد. اليوم، تتقدم الصين والدول العربية دول العالم في مجال الاستفادة المتبادلة بين الحضارات، ويزداد التفاهم بين الشعبين. منذ عام 2005، أقام الجانبان عشر دورات من ندوة العلاقات الصينية العربية والحوار بين الحضارتين الصينية والعربية. وأصبحت جامعة الدول العربية أول منظمة إقليمية أصدرت مع الصين وثيقة بشأن تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية. ويعمل الجانبان على إنشاء "المركز الصيني العربي لمبادرة الحضارة العالمية". وتزداد الرغبة في دراسة اللغة الصينية في الدول العربية باستمرار، حيث أدرجت السعودية والإمارات وفلسطين ومصر وتونس وجيبوتي اللغة الصينية في المنهاج الدراسي الوطني، وتعاونت الصين والدول العربية في فتح أكثر من 20 معهد كونفوشيوس. ولقيت الفعاليات الثقافية، مثل "عيد الربيع السعيد" و"الرحلة الثقافية الصينية العربية على طريق الحرير" و"طريق الحرير— ملتقى الفنانين"، إقبالا كبيرا.
بعد الجائحة، استأنف التعاون السياحي بين الصين والدول العربية بسرعة، حيث اتخذت مصر وتونس السياسة الميسرة بشأن التأشيرة للمواطنين الصينيين، مما جذب المزيد من السياح الصينيين لزيارة الدول العربية، وعزز التواصل الشعبي بين الجانبين. كما تعزز التواصل بين الجانبين في مجالات الكتب والمعارض والأفلام. في هذا السياق، تم ترجمة ونشر 50 كتابا من الجانبين في إطار "مشروع الترجمة المتبادلة للكتب الكلاسيكية الصينية والعربية". في يونيو عام 2023، دعا معرض بكين الدولي للكتب الجزائر كدولة الضيف الشرف. في عام 2024، تمت إقامة معرض "العلا: واحة العجائب في الجزيرة العربية" و"قمة الهرم: معرض الحضارة المصرية القديمة" في بكين وشانغهاي. وحققت الأعمال السينمائية والتلفزيونية الصينية عالية الجودة، مثل "حب الجبال والبحار" و"عندما يلتقي الفرعون بموقع سانشينغدوي الأثري" أكثر من 500 مليون مشاهدة في الدول العربية.
عندما تجري الرياح الصالحة، حان الوقت لرفع شراع السفينة. قد تحول قارب الصداقة الصينية العربية إلى باخرة التضامن والكسب المشترك. سيواصل الجانبان التقدم سويا إلى الأمام بهدف إقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك، بما يدفع العلاقات الصينية العربية لتجاوز كافة العقبات ويدفع العالم نحو مستقبل مشرق يسوده السلام والأمن والازدهار والتقدم.
领取专属 10元无门槛券
私享最新 技术干货