مع حلول نهاية العام، شهدت الصين والدول العربية الأخبار السارة والثمار المثمرة في التعاون بينهما، الأمر الذي يصبح تجسيدا حيا لجهود الجانبين المتضافرة في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
حقق التعاون في إطار ''الحزام والطريق'' "التغطية الكاملة". في نوفمبر الماضي، وقعت الصين مع الأردن مذكرة تفاهم بشأن "الحزام والطريق"، مما اكتمل "التغطية الكامل"، أي توقيع وثائق التعاون بشأن بناء "الحزام والطريق" مع جميع الدول العربية الـ٢٢ وجامعة الدول العربية. في ديسمبر الجاري، تم إطلاق "مصر سات 2" الذي تم تطويره بالتعاون الصيني المصري بنجاح من مركز جيوتشيوان لإطلاق الأقمار الاصطناعية، الأمر الذي شكل معلما جديدا للتعاون الصيني المصري في مجال الفضاء. في نفس الشهر، انعقدت الدورة الثانية لمجلس إدارة رابطة المصارف الصينية العربية، التي أصدرت "البيان المشترك لدعم الشراكة الاستراتيجية الصينية العربية في العصر الجديد"، سعيا لتوفير الخدمات المالية لضمان التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق".
طُبقت مبادرة الحضارة العالمية في الدول العربية قبل الآخرين. انعقدت ندوة الحوار بين الحضارتين الصينية والعربية في الإمارات في أكتوبر الماضي، وأكدت على احترام التنوع الحضاري في العالم ونبذ الغطرسة والتحيز والدعوة إلى الاهتمام بالتوارث والابتكار الحضاري وخلق نمط جديد للحضارة البشرية. في شهر ديسمبر، وقعت وزارة الثقافة والسياحة الصينية مع الأمانة العامة لجامعة الدول العربية "البيان المشترك حول تنفيذ مبادرة الحضارة العالمية"، حيث أطلقت الحضارتان العريقتان الصوت الموحد بشأن تعميق الحوار والتواصل والاستفادة المتبادلة بين الحضارات، الأمر الذي جعل العالم العربي أول منطقة في العالم وقعت مع الصين بيانا مشتركا لتنفيذ مبادرة الحضارة العالمية. في نفس الشهر، عقدت الدورة السادسة لملتقى التعاون الصيني العربي في مجال الإذاعة والتلفزيون في مدينة هانغتشو، حيث أكد الجانبان على تعميق التعاون العملي في كافة المجالات على أساس المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، والعمل سويا على استشراف مستقبل مشرق للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون.
توفر آليات التواصل بين الشباب قوة دافعة جديدة للتعاون الصيني العربي. طرح الرئيس شي جينبينغ "الأعمال الثمانية المشتركة" للتعاون العملي بين الصين والدول العربية في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في العام الماضي، بما فيها العمل المشترك على تأهيل الشباب، الأمر الذي حدد الاتجاه للتواصل بين الشباب الصينيين والعرب وضخ قوة دافعة كبيرة فيه. في نوفمبر الماضي، عُقدت الدورة الأولى للمنتدى الصيني العربي لتنمية الشباب في مدينة هايكو، بمشاركة أكثر من 200 ممثل لشباب الصين والدول العربية الـ22 والأمانة العامة لجامعة الدول العربية، حيث تبادلوا الآراء بشكل معمق حول "تعزيز علاقات الشراكة بين الشباب الصينيين والعرب والدفع بإقامة الاقتصاد العالمي المنفتح"، واتفقوا على توارث الصداقة الصينية العربية، وتضافر الجهود للحفاظ على المعادلة العالمية القائمة على الانفتاح والتعاون، بما يحشد قوة الشباب الجبارة لتعزيز التفاهم بين الشعوب وتحقيق التنمية المشتركة وبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.
تتفتح الأزهار في الربيع، وتُجنى الثمار في الخريف. أصبح التعاون الصيني العربي تيارا دافئا يأتي بالطاقة الإيجابية وعناصر اليقين للمنطقة. وتتبادل الصين والدول العربية الفهم والتعاون والخبرات وتكمل بعضهما البعض، حتى تسجلان فصولا جديدة للمجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
领取专属 10元无门槛券
私享最新 技术干货