يصادف يوم 29 نوفمبر "اليوم الدولي للتضامن مع الشعب الفلسطيني"، وبعث الرئيس شي جينبينغ برقيات التهاني لاجتماعات الأمم المتحدة المنعقدة بهذه المناسبة لـ11 سنة متتالية. وفي هذا اليوم، ترأس عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وزير الخارجية وانغ يي اجتماع مجلس الأمن الدولي رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية في نيويورك، بحضور وزراء الخارجية والممثلين رفيعي المستوى من قرابة 20 دولة وجميع أعضاء المجلس. إن الصين أرسلت رسالة واضحة جدا في هذا اليوم بالذات، ألا وهي الدفع بالوقف الشامل لأطلاق النار وحماية المدنيين بجدية وضمان الإغاثة الإنسانية، وتحديد الاتجاه لحل القضية الفلسطينية بشكل شامل ودائم.
قد أسفرت هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي إلى عدد كبير من القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، كما أدت إلى كارثة إنسانية خطيرة. ويأمل المجتمع الدولي من مجلس الأمن الدولي أن يتحمل المسؤولية المطلوبة ويتخذ خطوات فعالة. ظلت الصين، بوصفها الرئيس الدوري لمجلس الأمن الدولي لشهر نوفمبر، تعتبر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أكثر قضية إلحاحا. دفعت الصين مجلس الأمن الدولي لاعتماد أول قرار له منذ اندلاع هذه الجولة من الصراع، مما أرسى أساسا مهما لوقف إطلاق النار المؤقت بين طرفي الصراع، ثم تجاوبت الصين مع نداءات السلام من الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي، بعقد هذا الاجتماع رفيع المستوى بشأن القضية الفلسطينية في اللحظة الحاسمة قبل انتهاء الهدنة المؤقتة، ويعد ذلك جهودا جديدة للصين لإحلال السلام خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن الدولي، وكذلك خطوة ثابتة ومعتادة للصين لإحقاق الحق وتحمل المسؤولية كدولة كبيرة.
أكد وانغ يي في كلمته أن هذه الجولة من الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد أدت إلى مقتل عدد كبير من المدنيين الأبرياء وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وما زالت تداعياتها تتجلى باستمرار. تعتبر الحرب اختبارا للضمير والعدالة، ويحتاج السلام إلى العقلانية والحكمة. لا بد للمجتمع الدولي أن يتخذ خطوات أكثر إيجابية لإنقاذ الأرواح واستعادة السلام. ويجب علينا أن ندفع بالوقف الشامل والدائم لإطلاق بأكبر قدر من الإلحاح، ونتخذ خطوات أكثر عملية وفعالا لحماية المدنيين، ونعمل بحزم أكبر على إحياء الأفق السياسي لـ"حل الدولتين"، وندفع مجلس الأمن الدولي لاتخاذ خطوات مسؤولة ومجدية.
منذ اندلاع الصراع، ظلت الصين تبذل جهودا مضنية في إحلال السلام وإنقاذ الأرواح. في هذا السياق، أوضح الرئيس شي جينبينغ أكثر من مرة موقف الصين المبدئي من الأوضاع الفلسطينية الإسرائيلية القائمة، وعلى هذا الأساس، قدمت الصين "ورقة موقف الصين عن تسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي" لمجلس الأمن الدولي، وطرحت فيها مقترحات عديدة، بما فيه الدفع بوقف إطلاق النار على نحو شامل، وحماية المدنيين بخطوات ملموسة، وضمان الإغاثة الإنسانية، وتعزيز الوساطة الدبلوماسية، وتنفيذ "حل الدولتين".
لقيت الخطوات الصينية تقدير واسع النطاق من المجتمع الدولي، حيث قال طارق السنوطي نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية إن الرئيس شي جينبينغ طرح المبادرات والرؤى الصينية لحل القضية الفلسطينية في مناسبات مختلفة، الأمر الذي يشكل دعما أخلاقيا قويا للقضية الفلسطينية، ويوضح الاتجاه والطريق للمجتمع الدولي لحل هذه القضية. وقال الأستاذ محمد أبو لبدة مدير تحرير جريدة القدس إن موقف الصين من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي دائم وثابت، ألا وهو الدفاع عن السلام والمبادئ الإنسانية والالتزام بالعدالة والإنصاف، الأمر الذي حظي بتقدير واسع النطاق من كافة الأطراف. من جانبه، رأى كوفي كواكو الباحث في مركز الدراسات الإفريقية الصينية في جامعة جوهانسبرغ أن الصين بصفتها عضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، قدمت مساهمات هائلة لإحلال السلام والاستقرار والتنمية في الشرق الأوسط.
يثبت الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مرة أخرى أن "حل الدولتين" هو السبيل القابل للتنفيذ الوحيد لحل القضية الفلسطينية. لقد مضى أكثر من 70 عاما، فقد أجيال من الفلسطينيين ديارهم، شاردين وتائهين، ولا يزال حلم إقامة دولة فلسطين المستقلة بعيد كل البعد، إنه جرح على ضمير الإنسان. يجب على المجتمع الدولي التنفيذ الشامل لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي ذات الصلة، والاحترام الكامل لإرادة الشعب الفلسطيني، والعودة إلى "حل الدولتين" كالمسار الصحيح، وإقامة دولة فلسطين المستقلة في أسرع وقت ممكن، وهو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الدائم في الشرق الأوسط. إن الصين، كعضو دائم في مجلس الأمن الدولي، ستواصل جهودها مع المجتمع الدولي لبلورة التوافق الدولي لإحلال السلام، ودفع القضية الفلسطينية للعودة إلى المسار الصحيح المتمثل في "حل الدولتين"، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم في يوم مبكر.
领取专属 10元无门槛券
私享最新 技术干货