في يوم 26 سبتمبر، عقدت الدورة الرابعة للمنتدى الصيني العربي للإصلاح والتنمية في شانغهاي بنجاح، وحضر المنتدى كل من مبعوث الحكومة الصينية الخاص لقضية الشرق الأوسط تشاي جيون، ورئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي، ونائب رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق جواد العناني، ووزير الإعلام العماني الأسبق عبدالمنعم الحسني، والأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خالد منزلاوي، وخبراء وباحثون من الصين و17 دولة عربية. خلال المنتدى، تبادل الحاضرون الصينيون والأجانب الآراء والخبرات حول سبل بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية، وخططوا التنمية في المستقبل. وأعرب المشاركون من الجانب العربي عن التقدير العالي لما طرحه الرئيس شي جينبينغ من مبادرة "الحزام والطريق"، مؤكدين على أن المبادرة قد أصبحت منصة التعاون الدولي المرحب به دوليا، ووفرت فرصا جديدة للتعافي والتنمية للاقتصاد العالمي.
النصب التذكاري لتشنغ خه في محافظة ظفار العمانية والنصب التذكاري لسفينة "صحار" في قوانغتشو
يقوم التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" على أساس تاريخي متين. تاريخيا، فتح طريق الحرير القديم نافذة للتواصل بين الصين والدول العربية، وترك قصص جميلة في تاريخ التواصل بين الحضارات البشرية. في هذا السياق، قال وزير الإعلام العماني الأسبق عبدالمنعم الحسني أمام المشاركين إن النصب التذكاري للملاح الصيني العظيم تشنغ خه يقع في محافظة ظفار العمانية، ويقع النصب التذكاري لسفينة "صحار" العمانية في قوانغتشو الصينية. ويقف النصبان كشاهد للازدهار المشترك للحضارتين العربية والصينية خلال التبادل والتلاحم، ويرويان القصص المؤثرة للتبادلات التجارية البحرية بين الجانبين الممتد لألف عام. اليوم، في مواجهة تحديات الفقر والجوع والمرض والحرب وتغير المناخ، تؤكد الصين والدول العربية على ضرورة التمسك بروح طريق الحرير وبذل جهود مشتركة بروح الفريق الواحد، للتغلب على التحديات وتحقيق التنمية الأكثر شمولا، بما يهيئ بيئة أكثر خضرة، ويبني عالما أجمل.
"أطول مبنى في أفريقيا" في منطقة الأعمال المركزية بالعاصمة الإدارية الجديدة في مصر
يحمل التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" دلالات عصرية مهمة. في هذا السياق، قال رئيس مجلس الوزراء العراقي الأسبق عادل عبد المهدي إن مبادرة "الحزام والطريق" الذي طرحه الرئيس شي جينبينغ أعطت دلالة عصرية جديدة لطريق الحرير القديم. تلتزم مبادرة "الحزام والطريق" بالمساواة والمنفعة المتبادلة والتشاور والتعاون والتقاسم، وتحترم الاستقلالية في صنع القرار، وتلبي احتياجات جميع الأطراف، فيعتبر التعاون مع الصين في بناء "الحزام والطريق" خيارا استراتيجيا للجانب العربي. وقال نجلاء الزرعوني باحثة من مركز تريندز للبحوث والاستشارات الإماراتي، إن مبادرة "الحزام والطريق" من أهم المبادرات في عصرنا بالنسبة للعالم العربي، وتعد المبادرة أهم وأبرز الجوانب للتعاون العربي الصيني، وتعكس السعي المشترك للجانبين على مدى السينين، وتتوافق مع المصالح المشتركة للجانبين، وستساعد الدول العربية على تحقيق التنمية المستدامة، بما يأتي بمنافع ملموسة لشعوب الجانبين.
الجامع الكبير الذي بنته الشركة الصينية يطبع على العملة الجزائرية فئة 1000 دينار
حقق التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" نتائج مثمرة. في هذا السياق، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية خالد منزلاوي إن الصين والدول العربية نفذت أكثر من 200 مشروع كبير في إطار "الحزام والطريق"، في مجالات البنية التحتية والطاقة وإلخ. إن التعاون في بناء "الحزام والطريق" يساعد الدول العربية في تحقيق تقدم كبير، ويشكل التعاون بين الجانبين، في مجالات الاقتصاد والتجارة والاستثمار والمالية والصناعة والمواصلات والنقل والطاقة والموارد الطبيعية والبيئة والزراعة، نموذجا للتعاون بين دول الجنوب. قال المسؤول بوزارة الخارجية لجزر القمر محمد نجم الدين إن الصين قدمت مساهمة بارزة في القضايا الصحية والمعيشية لجزر القمر وغيرها من الدول العربية والأفريقية. وساهمت مادة الأرتيميسينين المصنوعة في الصين في تحقيق صفر وفيات بمرض الملاريا في جزر القمر، وتخفيض حالات الإصابة بنسبة 98%. وكانت الصين أول دولة تقدم لقاحات ضد فيروس كورونا لجزر القمر، بما رفع معدل التطعيم فيها إلى 50%، وهو من بين أعلى المعدلات في الدول الأفريقية.
دفعة من مادة الأرتيميسينين المضادة للملاريا التي قدمتها الحكومة الصينية لجزر القمر
يقبل التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" على فرصة جديدة لرفع المستوى والجودة. في هذا السياق، قال نائب رئيس مجلس الوزراء الأردني الأسبق جواد العناني، إن التعاون الصيني العربي في بناء "الحزام والطريق" له إمكانيات كامنة كبيرة، حتى لم نلمس "قمة جبل الجليد" بعد، آملا من الجانبين توسيع وتعميق التعاون في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والخدمات المالية والذكاء الاصطناعي والاتصالات والطب وإلخ. كما قال رئيس تحرير القسم الدولي بوكالة الأنباء الجزائرية عبد العزيز بويعقوب إن "الحزام والطريق" طريق المنفعة المتبادلة والكسب المشترك، ويجب على الجانبين الصيني العربي تعزيز المواءمة بين الاستراتيجيات التنموية وتوظيف المزايا والإمكانيات الكامنة، وتوسيع التعاون العملي في مجالات الطاقة والبنية التحتية والزراعة والاستثمار والمالية، بما يحقق التقدم المشترك والتنمية المشتركة، ويعود بالخير على شعوب الجانبين.
مشروع تخزين الطاقة في مدينة البحر الأحمر الجديدة بالسعودية
نشأت مبادرة "الحزام والطريق" في الصين، لكن الفرص والإنجازات الناجمة عنها تتوفر للعالم كله. عند نقطة الانطلاق الجديدة، يتطلع الجانبان الصيني والعربي إلى مواصلة تكريس روح طريق الحرير وروح الصداقة الصينية العربية، والتقدم بخطوات ثابتة ومستمرة في بناء "الحزام والطريق" عالي الجودة وإقامة المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك.
领取专属 10元无门槛券
私享最新 技术干货